ابو بيدر يكتب.. سجن الجندويل ..والايحاء المقصود

المنبر الحر – جهاد ابو بيدر
لا اعلم لماذا يصر بعض السياسيين استخدام إيحاءات مقصودة من أجل إثارة الجدل وتسليط الاضواء رغم معرفتهم تمام المعرفة أن هذا الإيحاء المقصود منه إثارة الجدل أو إيصال رسائل هدفها غير برئ اطلاقا.
السجون في الاردن معروفة بالاسم والعنوان وحتى العدد تحت يافطة مراكز الاصلاح والتأهيل، وكل الأردنيين يعرفون تماما أسماء هذه السجون وحتى أسماء مدرائها، فأنا مثلا دخلت ثلاثة سجون منها في حياتي الصحفية، ولم أسمع يوما أن عندنا سجن اسمه سجن الجندويل، وأعتقد جازما أن سعادة النائب التي ذكرت اليوم في مداخلة لها تحت قبة البرلمان إسم سجن الجندويل تعلم تمام العلم، أن لا سجن لدينا بهذا المسمى، وأحسن رئيس مجلس النواب حين طلب شطب مداخلة النائب من محضر الجلسات ولكن “وراء الأكمه ما ورائها ” ولم يكن الهدف إلا تمرير مثل هذه العبارة، فنحن جميعا نعرف ماذا هناك في الجندويل من عين ساهرة تحطمت على أسوارها وسواعد منتسبيها الكثير من المؤامرات والأخطار التي كانت تضمر الشر لهذا البلد وناسه.
ولا يختلف اثنان في الأردن على احترام وتقدير ما يقوم به أبناء هذا الجهاز من فرسان الحق من أجل أمن وأمان الوطن والغمز واللمز من هذا الجانب مرفوض تماما وتحديدا إذا كان مقصودا.
في كل دول العالم وتحديدا لدى أجهزة المخابرات والاستخبارات هناك مراكز تحقيق ومراكز توقيف مؤقت من أجل الوصول إلى الحقيقة، وكشف ما يتم التخطيط له ومن ثم تحويل ذلك إلى القضاء لاتخاذ القرار، وحتى في الدول التي تعتبر الأكثر ديمقراطية توجد مثل هذا المراكز وفي بعض الدول لا يستطيع أهل المعتقل معرفة مكانه، وعلى العكس من ذلك فأنني أكاد أجزم أن أهل اي معتقل في الأردن يستطيعون خلال دقائق معرفة مركز اعتقال ابنهم والتهم الموجهة له دون قلق أو خوف أو توقع حدوث مكروه خطير له خلال التحقيق.
وأجزم أيضا أن الأهل في أوقات كثيرة يعلمون تمام العلم الوقت الذي سيتم تحويل ابنهم فيه إلى المحكمة أو مركز الإصلاح والتأهيل دون أي عناء أو تعب أو صعوبات.
لذلك فأن الغمز من قناة التشكيك وإثارة علامات الاستفهام لا تنطلي على أحد لأنه كان بالإمكان استخدام ألفاظ أخرى لأنه حتى السجون لدينا يطلق عليها مراكز إصلاح وتأهيل وليس سجون.
ولا يتم استخدام لفظ سجن إلا من قبل العامة فقط.
أما استخدام لفظ سجن الجندويل فأعتقد أنه إيحاء مقصود وكما قلت فأن وراء الأكمة ما ورائها.